السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهْ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وبعد:
غرق الكثير من الناس في بحار الذنوب والمعاصي بحثاً عن متاع النفس ولذتها .. وإشباعاً لشهوتها ...
فما زادتهم سوى هموم دائمة وأحزان بالليل والنهار ..
ثم عاد منهم من عاد وأقبل على ربه .. وعلم أن السعادة والطمأنينة في العيش مع الله ..
والعمل بما أمر الله والبعد عما نهانا عنه سبحانه..
وجدت لكم مجموعة مباركه بإذن الله ..لتكون مرجعاً لكم في كل ما تحتاجون إليه في موضوع التوبة إلى الله..
التوبة
هي عماد الدين و هي ترك المعصية و الندم على فعلها و العزم على عدم العودة اليها ..
و التوبة من أسباب الفلاح في الدنيا ، و ان الله يقبل التوبة من عبادة و يتجاوز عن الذنوب مهما عظمت ..
قال الله تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا) (سورة التحريم/آية 8)
عجبت..عجبت..عجبت.. لمن
عجبت لمن بُلي بالصبر، كيف يذهل عنه أن يقول:
{أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }(83) والله تعالى يقول بعدها:
{ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } (الأنبياء:84).
وعجبت لمن بلي الغم، كيف يذهل عنه أن يقول:
{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} 87 والله تعالى يقول بعدها:
{ فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} 88 (الأنبياء).0
وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول:{ حسبنا الله ونعم الوكيل } 173
والله تعالى يقول بعدها: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } (آل عمران:174)
* الندم على فعل المعصية، حتى يحزن على فعلها ويتمنى لو لم يفعلها
* الاقلاع عن المعصية فورا
* العزم على أن لا يعود إلى تلك المعصية مستقبلا
للتوبة فضائل عظيمة ، تعود على الإنسان بالخير في الدنيا والآخرة منها:
* محبة الله للتائب
* تزكية النفس
* سعة الرزق
* رفع البلاء عن الناس بالتوبة
إن التوبة إلى الله عز وجل هي وظيفة العمر التي لا يستغني عنها المسلم أبدًا
فهو يحتاج إلى التوبة كل يوم ، كيف لا وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر
الله ويتوب إليه في اليوم مائة مرة ؟
وقد دعا الله عباده إلى التوبة فقال وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وما من نبي من الأنبياء إلا دعا قومه إلى التوبة..
لا تيأس فقد دعا إلى التوبة من كان أشد منك جرمًا
لا تدع لليأس إلى قلبك طريقًا بسبب ذنب وقعت فيه وإن عَظُم، فقد دعا الله إلى التوبة
أقوامًا ارتكبوا الفواحش العظام والموبقات الجسام، فهؤلاء قومٌ قتلوا عباده المؤمنين
وحرقوهم بالنار، ذكر الله قصتهم في سورة البروج، ومع ذلك دعاهم إلى التوبة
قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق
وهؤلاء قوم ادعوا ان لله زوجة وولدا فبين كفرهم وضلالهم، ثم دعاهم إلى التوبة
قال تعالى أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
وهذه امرأة زنت فحملت من الزنا لكنها تابت وأتت النبي صلى الله عليه وسلم معلنة توبتها
طالبة تطهيرها، فلما رجمها المسلمون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد تابت توبة لو قُسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم
{ وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات } (الشورى:25)
{ ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده } (التوبة:104) .
{وتوبوا إلى الله جميعًا أيُّه المؤمنون لعلكم تفلحون } (النور:31) .
{ إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب } (النساء:17)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} [التحريم : 8]
{إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة : 222]
{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم : 59 ، 60]
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
{ لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة
, فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها –
قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم
قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وانا ربك – أخطأ من شدة الفرح}
قال صلى الله عليه وسلم ((الندم توبة))[رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني]
قال صلى الله عليه وسلم ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))
[رواه أحمد والترمذي وصححه النووي]
قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ((إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ،
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)) [رواه مسلم]
1))
يحكي شاب قصته فيقول:
لم أكن أعرف طريق المسجد فقد أفسدني المال الذي كان
متوفراً بين يدي وأبعدني عن طريق الله حتى أصبت في حادث
سيارة وفقدت القدرة على السير تماماً فأصبحت مقعداً وفي
أحد الأيام كنت في طريقي إلى صديقي الجديد ذلك الكرسي
المتحرك الذي أنتقل إليه بمجرد تركي سيارتي المجهزةللمعاقين
وقبل أن يضعني أخي فوق الكرسي أذن المؤذن لصلاة المغرب وكأني
أول مرة أستمع إلى الأذان في حياتي دمعت عيناي وتعجب أخي
وأنا أطلب منه أن يأخذني إلى المسجد لأصلي مع الجماعة مرت
أيام طويلة وأنا أواظب على الصلاة في المسجد..حتى صلاة الفجر
لم تكن تفوتني وفي إحدىالليالي وقبل صلاة الفجر رأيت أبي في
المنام وقد قام من قبره وربت على كتفي وأنا أبكي وقال لي: يا بني
لا تحزن فقد غفر الله لي بسببك فتهللت جداً لهذه البشرى ورحت
أصلي وأسجد لله شكرا وبعد سنوات كنت أصلي صلاة الفجر وأنا
جالس على الكرسي وراح الإمام يدعو طويلاً دعاء القنوت..فلاق
قلبي وانهمرت دموعي ووجدت جسدي يرتعش وقلبي يكاد يقفز
من صدري وشعرت باقتراب الموت مني وهدأت فجأة وأكملت صلاتي
وبعد أن سلمت قمت عن الكرسي وأزحته جانباً لأقف على قدمي
ولأصلي ركعتي شكر لله ثم جاء المصلون من حولي يهنئوني و
أقبل الإمام ليهمس .. في أذني وهو يعانقني:
إياك أن تنسى فضل الله ورحمته بك.....
فإن حدثتك نفسك بمعصية الله فلتعد إلى الكرسي ولا تتركه حتى تؤدبها
2))
توبة فتاة بعد سماعها..
رغم نشأتي في بيت متدين والحرص على التنشئة الصالحة والالتزام
بأوامر الله وخاصة الصلاة.. وما إن قاربت سن البلوغ حتى انجرفت مع التيار..
وانسقت وراء الدعايات المضللة.. والشعارات البراقة الكاذبة التي يروج لها
الأعداء بكل ما يملكونه من طاقات وإمكانيات،
ومع ذلك كنت بفطرتي السليمة أحب الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة
وأخجل أن أرفع عيني في أعين الرجال.. كنت شديد الحياء... قليلة الاختلاط بالناس.
ولكن للأسف زاد انحرافي وضلالي لدرجة كبيرة بسبب ابتلائي بزوج منحرف
لم أسأل عن دينه وأخلاقه، وكان يمثل على الأخلاق والعفة،
وعرفني على كثير من أشرطة الغناء الفاحش، لم أكن أعرفها من قبل،
وتعودت على هذا اللهو الفاجر..
وزاد انحرافي وشرودي عن خالقي بسبب هذا الزوج، وتركت الصلاة نهائيا ونزعت حجابي..
وقطعت صلتي بالله؛ فقطع الصلة بي ووكلني إلى نفسي وهواي وعشت الشقاء والتعاسة..
{وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف: 28].
كنت دائما في هم وفراغ كبير أحسه بداخلي رغم ما وفره زوجي
من متاع الحياة الزائل... لقد سقطت في الضياع والغفلة بكل معانيها،
كثيرا ما ينتابني القلق والعصبية والاضطراب النفسي..
كما حرمت الذرية، وكما أني كنت متبرجة ينظر إلي الرجال كذلك
زوجي يلهث وراء النساء، وانشغل بالنساء وتركني أعاني الوحدة
والضياع وأتخبط في ظلمات الجهل والضلال..
لقد حاولت التخلص من حياتي مرارا، ولكن المحاولات باءت بالفشل..
إلى أن سمعت أحد شرائط القرآن الكريم بصوت شجي أخذ بمجامع فكري
وحرك الأمل بداخلي..
تأثرت كثيرا وكنت أتوق إلى الهداية.. ولكني لا أستطيع..
هرعت إلى الله ولجأت إليه في الأسحار أن يفتح لي طريق الهداية
ويزين الإيمان في قلبي، ويكره إلى الكفر والفسوق والعصيان..
ورزقني الله الهداية، والتزمت الصلاة وارتديت الحجاب وحافظت على تلاوة كتاب الله،
وإتباع سنة رسوله المصطفى الكريم بعد أن تركت هذا الزوج المنحرف
رغم حبي له، وآثرت قرب خالقي ولله الحمد..
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} [التغابن:14].
3))
مات وهو ساجد يناجي ربه..
انطلق صوت أحد أولئك الشباب بأذان المغرب، يختلط مع صوت الأمواج الهادئة
التي كانت قريبة من "الشاليه "
الذي كانوا يفطرون به، وإذا بأحدهم يقدم لصاحبنا تمرة، فقال له: شكرا،
ولكني لست بصائم.
قال له صاحبه: ما عليك!، مجرد مشاركة معنا.. أقيمت الصلاة فدخل معهم
في الصلاة لأول مرة- منذ أن تركها- قبل فترة طويلة-
وبعد الصلاة قام أحد الشباب بإلقاء خاطرة إيمانية دخلت
كل كلمة فيها إلى أعماق قلبه، وبعد الإفطار استأذن من
صاحبه ليعود إلى البيت،
كان يفكر في هذا الجمع الطيب، وتلك الكلمات
التي لم يسمع مثلها من قبل، أو ربما سمع مثلها كثيرا،
ولكن لأول مرة يسمعها بقلب متفتح، فكان يحاسب نفسه أثناء
قيادته سيارته إلى متى أظل على هذا الطريق؟
أما آن الأوان للاستقامة؟ ما المانع من ذلك؟
وصل إلى البيت مبكرا على غير عادته، تعجبت زوجته من قدومه المبكر
وعندما سألته قص عليها ما جرى لي.
وفرحت زوجته، واستبشرت بقدوم أيام الفرح، بعد أن أحال
أيامها كلها منذ أن تزوجته حزنا يولد حزنا،
بسبب ما يقترف من المعاصي وما يعاملها بها من القسوة.
صحا من النوم الساعة الثانية قبل الفجر بمدة طويلة، توضأ وأخذ يصلي مناجيا ربه،
ويستغفر عن الأيام الخالية، يطيل في السجود والقيام حتى أذن الفجر.
استيقظت زوجته، فرأته ساجدا، فرحت كثيرا بهذا التغيير،
واقتربت منه منتظرة انتهاءه من الصلاة،
ولكنه لم يقم من سجدته، فوضعت يدها عليه مخاطبة: "بو فلان شفيك "؟
ولكنه بدل أن يجيبها سقط على جبنه، لقد وافته المنية وهو ساجد يناجي ربه.
وقصص كثيرهـ ،، تحصل في هذه الدنيا الفانيــه .. من توبة ،، ونسأل الله أن يقبل توبتنا
وفي الملف توبيكات كثيرهـ
هنـــا
أدعيـــه بصوت ماهر المعيقلي
هنــا